26th Jun 2014

محــــاكم الهجرة والصبر
بقلم المحامي أكرم أبو شرار
الإنتظار بحد ذاته أمر مقلق، وبالذات لو كان هذا القرار المنتظر يحدد مصير ومستقبل أشخاص هم وعائلاتهم. إلا أن الإنتظار أمام محاكم الهجرة ودوائرها أحياناً يسبب الكثير من الألم والقلق وفقدان الأمل بالحياة.. إلا أن ذلك هو المتعارف عليه في هذا النوع من ممارسة القانون أو قانون الهجرة بالتحديد، فالكثير سمع أحياناً بأن هناك أناس تنتظر سنوات أمام محاكم الهجرة لصدور قرارات بخصوص قضيتهم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يكون بعض الأشخاص محظوطين أكثر من غيرهم ويتم الفصل بقاضاياهم بفترات وجيزة. هذا في طبيعة الحال يعتمد على عدة عوامل منها مدى تكدس القضايا بمناطق معينة، ومنها القاضي فيما إذا كان لديه الكثير من القضايا من عدمه.
ففي قضية حديثة إنتهيت منها في محكمة سان فرانسيسكو، وهي لعائلة مسيحية مصرية تقدمت بطلب الجوء بمدينة نيويورك ومن هناك تم رفض طلبهم وإحالة القضية للمحكمة ومن هناك تم تأجيلها عدة مرات، إلا أن قررت العائلة بالإنتقال للعيش إلى سان فرانسيسكو ومن ثم قاموا بتوكيلي عن قضيتهم، وحين قمت بدراستها رأيت أنها قوية جداً، فقمت بإختصار إجراءات الوقت وتحديد جلسة نهائية. في هذه الفترة ضجر الزوج من العيش هنا بدون عمل وبدون معرفة مصيرهم في هذه البلد، فقرر العودة إلى مصر تاركاً من وارئه زوجته وأولاده وعند المحاكمة تم السؤال عنه فقلنا أنه غادر لمصر وقمنا بتقديم عذر ومانع قانوني فتم تأجيل المحكمة لحين الحضور مرة أخرى، فتم الإجراءات اللازمة لحضورة وبعد أن حضر في خلال فترة الشهر تم عقد محكمة مرة أخرى ومن ثم قامت القاضية بالحكم بهم بحق اللجوء…
ما أود أن أخبر به القارئ الغزيز بهذه القصة بأن محاكم دوائر الهجرة الآن تفيض بآلاف القضايا يقابله قلة عدد الموظفين وبالتالي فإن التأخير له عذر لكنه يتطلب من الشخص الإنتظار لأن هذه البلد وقوانينها هي قوانين إجراءات يجب أن تأخد مجراها…
وعلى عجالة أود أن أزف للقراء خبر أنضمام مسوؤل سابق في مكتب لجوء أناهيم فريق عملنا في كتب المحامي أكرم أبو شرار، فيما يعود بالفائدة على أبناء الجالية ومكتبنا بالمعرفة. سوف أوافيكم بتفاصيل الخبر في العدد القادم.

Leave a Reply

*