الحصول على الإقامة أو الجنسية عن طريق الغش

كيم مواطن من كوريا الجنوبية، وزينب من لبنان، الفرق بينهما شاسع بالطبع ولكن ما يجمعهما هو أن الأول حصل على الإقامة الدائمة والثانية حصلت على الجنسية عن طريق الغش والخداع وكان مصيرهم واحد وهو تجريدهم من حق الإقامة ومواجهة خطر الترحيل من الولايات المتحدة.
حصل كيم على الإقامة لادائمة عام 1993 من سان دييغو بعد أن دفع مبلغاً وقدره 10000 دولار لشخص ساعده في الحصول عليها عن طريق العمل، إلاّ أنه وقبل سنتين تقريباً تم توقيفه في المطار عند محاولته دخول الولايات المتحدة بعد زيارة موطنه الأصلي، كما تمت مصادرة الإقامة الدائمة منه بعد أن ثبت أنه حصل عليها عن طريق التزوير. تم التوصل لتلك النتيجة بعد تحقيق مطوّل مع مسؤول دائرة الهجرة في سان دييغو حيث تبين أنه قام ببيع ومنح حق الإقامة لما يقرب من 350 شخصاً دون أن يكونوا مستحقين لها، المهم هنا أنه تمت إحالة كيم للمحاكمة وخسر جميع مراحل التقاضي لغاية صدور قرار الاستئناف الأخير من الدائرة التاسعة التي أكدت فيه جميع الأحكام السابقة الصادرة بحقه بتاريخ 26-3-2009.
أما قصة زينب ففيها نوع من الإثارة حيث أنها وبعد حصولها على الجنسية الأمريكية في نهاية التسعينات عن طريق زواجها من شخص أمريكي الجنسية التحقت بالعمل في ال أف.بي. آي، وبعد العمل معهم لسنوات انتقلت للعمل في جهاز الاستخبارات الأمريكية وكان من ضمن نشاطاتها الخارجية وتحديداً في لبنان هو حماية المواطنين الأمريكيين، لكن وبعد اتهامها من قبل الأجهزة الأمنية بالاطلاع على ملفات أشخاص دون وجه حق، تم التدقيق في ملف الهجرة الخاص بها حيث تم التوصل إلى الحقيقة التي تفيد بأنهاتزوجت من الشخص الأمريكي بهدف الحصول على الإقامة وذلك بعد اعتراف زوجها السابق بذلك. بناء عليه تمت إحالتها للمحاكمة ونزعت منها الجنسية، كما سجنت لمدة ستة أشهر. حظيت هذه القضية باهتمام كبير من قبل العديد من الأشخاص في ولاية ميشيغن، خاصة أن عملها مع الجهات الفيدرالية لم يشفع لها.
الهدف من ايراد تلك القصص هو أنه ينبغي على كل شخص الانتباه جيداً عند تقديمه أية معلومات في طلبات الاقامة أو الجنسية، إذ يعتقد البعض أن عدم انتباه دائرة الهجرة في البداية عند التدقيق في طلباتهم قد حقق مآربهم، لكن قد يتعرضون لعقوبات رادعة إذا تم اكتشاف أمرهم، فهناك قضايا تم فتحها ومعاقبة المتورط بها بعد سنوات.
أود أن أختم حديثي بأن التمييز بين الصح والخطأ لا يحتاج لمحامي، بل على كل شخص أن يعي خطورة ذلك سواء من النصيحة التي يتلقاها من أشخاص غير أكفاء أو من خلال تقديمه معلومات خاطئة وهو يعلم ذلك.